صرفت هوليوود 30 مليون دولار لتصوير رواية: a hologram for the king للكاتب ديف إيكرز، وضع لها السيناريو وأخرجها توم تيكوير، وحصلنا على فيلم مدته 98 دقيقة. أفاض الفيلم في الكشف عن خصوصية الحياة وحيثيات التعامل ضمن منطق: هذه هي تقاليد البلد، لكن هناك استثناءات تحصل بعيداً عن العيون ورجال القانون.
الحافز الذي دفعنا لتقديم قراءة للفيلم هو محاولة الإجابة على استفهام بسيط: لماذا تكشف هوليوود المستور السعودي الآن، ومن خلال نجم كبير هو توم هانكس، ونحن نعرف أن البنتاغون والإدارة الأميركية لهما دور توجيهي في هذا الصدد، فالكلام عن دولة حليفة لا يتم من دون ضوابط تراعي نوع العلاقة وأي صورة مطلوب التركيز عليها، وإلاّ فلا مجال للمشروع من أصله.أن يقال إن هناك نساء يستقبلن رجالاً في مكان العمل فالصورة ممنوعة، وأن تتواجد طبيبة مع رجل أجنبي لفحصه فهذا أيضاً مرفوض، وأن يقدم أحد المسؤولين زجاجة مشروبات كحولية لضيف فهذا نسمع عنه ولم نره أبداً، وأن يترافق رجل أجنبي مع سيدة سعودية في سيارة واحدة إلى فيلا تملكها في منطقة بعيدة وأن يسبحا معاً في مسبح مكشوف فالمشهد يكاد يكون من صنع الخيال، لكن الفيلم عرض الكثير من القصص التي تعكس وجود أبواب للعيش داخل المملكة لا تختلف عن العيش خارجها.محاولات مستميتة يخوضها توم هانكس للوصول إلى مسؤول رسمي يوعز أو يقرر ما على الفريق التقني الأميركي إنجازه، وعندما التقى للحظات بكريم أحمد (البحريني خالد ليث) سرعان ما انسب معتذراً لبعض الوقت وإذا به يغادر المكان في سيارة مسرعة من دون أن يعطي أي إجابات على استفهامات الفريق الأميركي. وحين تحدث مع سائقه يوسف (ألكساندر بلاك) سأله السائق عن موقف أميركا في حال قيام ثورة في السعودية: “هل تدعمونها بالأسلحة، أم بالمواقف؟” فرد: “بالمواقف نعم”.وفيما قدّم الشريط هانكس مقطوعاً اجتماعياً في بلده، ها هو يضيء عليه منساقاً مع التقاليد داخل المملكة، مرتاحاً للأجواء من حوله، والمشهد الأخير يقدمه على باب فيلا الدكتورة زهرة (ساريتا شودهري) وهي تنتظره سافرة الرأس دونما قلق.يشارك العديد من الفنانين العرب في لعب الأدوار منهم التونسي ظافر عبيدين (حسن)، واللافت أن الفيلم الذي صوّر في وارزازات بالمغرب عمل فيه سبعة تقنيين كمساعدي مخرج من أصل عشرة عاونوا توم تيكوير في عمله.
المصدر: الميادين نت