أكدت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في مقال لها بأنه على الرغم من الإدانات الدولية للنظام السعودي، فإن بريطانيا ما زالت ترتبط بعلاقة فاشلة لا أمل فيها مع السعودية منذ الحرب العالمية الأولى أي منذ أن وقع بنو سعود «معاهدة دارين» مع حكومة أسكويث وقبلوا بوضعهم تحت الحماية البريطانية.
وتتابع الصحيفة حرفياً: إن العلاقات البريطانية مع السعودية شهدت على مدى السنوات الماضية توتراً ملحوظاً يتابعه المجتمع الدولي، إذ تجد بريطانيا نفسها مضطرةً للدفاع عن السلوك الدنيء للسعودية فيما يتعلق بحقوق الإنسان من قطع للرؤوس والإعدامات بالجملة واعتقال الناشطين واضطهاد النساء والحرب الشرسة التي يقودها بنو سعود على اليمن غير آبهين بإدانات منظمة العفو الدولية لهم من حيث إصرارهم على الاستمرار في كسر القواعد الدولية المتعلقة باستخدام القوة. ومع ذلك لا تزال بريطانيا تتمسك بصفقات التسليح التي أبرمتها مع دولة شبه منبوذة- طبقاً لحرفية المقال- ومن ضمنها عقد وقعته شركة الدفاع البريطانية بقيمة أربعة مليارات وأربعمئة مليون جنيه إسترليني لتزويد السعودية باثنتين وسبعين طائرةً مقاتلةً يستخدمها النظام السعودي في قصف مقرات الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود والمستشفيات اليمنية.
وتضيف الصحيفة: بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، يطالب الناشطون في مجال حقوق الإنسان تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا بالتصويت ضد السعودية لشطب عضويتها من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فمن المفارقات أن تكون السعودية بسجلها الأسوأ من بين كل السجلات طرفاً في هذه المؤسسة التي تحدد وتراقب تطبيق الدول لمعايير حقوق الإنسان.
وترى الأمم المتحدة أن الحرب السعودية على اليمن «كارثة إنسانية» أما منظمة «هيومن رايتس ووتش» فترى أن قصف السعودية لليمن غير مشروع ويرقى إلى مستوى جرائم الحرب من حيث قتل المدنيين، ولهذا السبب تطالب المنظمة بريطانيا بإسقاط عقودها مع السعودية نظراً لسجلها المروع في مجال حقوق الإنسان واستمرارها بارتكاب جرائم حرب ضد اليمن.
وتنتهي الصحيفة إلى التأكيد على ضرورة إخراج السعودية من اليمن، وضرورة توقف بريطانيا عن توفير الدعم العسكري لها، وإلا فإن شطب السعودية من مجلس حقوق الإنسان سيكون ممارسة بلا معنى في المسرح السياسي، فسلمان لن يكون شديد الحزن على شطبه من المجلس، وقد يؤرقه احتمال تطبيق عقوبات اقتصادية شديدة عليه.
وترى الصحيفة البريطانية أنه ينبغي على تيريزا ماي انتهاز الفرصة لاتخاذ مسار مختلف وأن تتذكر أن استخدام البطاقة الحمراء في الملعب الدولي لشطب السعودية من مجلس حقوق الإنسان أمر يختلف تماماً عن ضرورة إنهاء بريطانيا لعلاقاتها مع السعودية.