يطل سلّوم حداد وهو واحد من قدامى النحّاتين في الدراما السورية بلوحة فنية اسمها «أبو عبدو الغول» في مسلسل «الندم». حتماً، سيضع «أبو أمير» كلّ ما قدّمه هذا العام على الرف، علماً أنه لعب مجموعة كبيرة من البطولات في: «خاتون» و «صدر الباز» و «زوال» وسباعيات «عابرو الضباب» وخماسيّات «وجع الصمت» (mtv) فكل تلك الأدوار لا تعني شيئاً، ولا تشكّل ثقلاً نوعياً، أو تصنع مجداً مضافاً إلى سيرة «الزير سالم» (ممدوح عدوان وحاتم علي). لذا كان حرّياً بالنجم السوري العريق أن يعتذر عن كلّ ما سبق، ويتفرغ لصالح نحته لبطولة «الندم» (حسن سامي يوسف والليث حجو) إذا كان النحت بمفهومه الحديث قد تخلى عن التقليدية في التركيز على تصوير جسد الإنسان، وراح يهتم بالنحت التركيبي، فإن حداد يظهر في دوره كأنه تخطى كل ما يعرفه من قواعد فنّ التمثيل، وقرر أن يصنع بطريقة مركبة، وفكر مختلف، ومزاج محلّق، شخصية «أبوعبدو الغول» التي سيتذكرّها حدّاد طويلاً. وقد مرّت في مرحلتين الأولى هي جبروت حوت تجارة اللحوم، وصاحب النرجسية الواسعة، والديكتاتور الصلب، والصوت المجلجل الذي لا يخبو حتى في وجه «المخابرات»، ومن ثم انحداره إلى درك رجل مسن، مكسور يفقد تدريجاً قوته، وتفلت من بين أصابعه خيوط اللعبة، ويمضي إلى نهايته مستسلماً كونه عجوزاً لم يعد يحمل من سطوته شيئاً ..
