مع ازدياد الانفتاح الحاصل في وقتنا الحالي بين أقطاب العالم أجمع, أصبح التأثر بالغرب وبعاداتهم ومعتقداتهم و أساليب حياتهم في أوساط شبابنا العربي أمراً نلمسه نراه نعيشه ونحاول التعايش معه, وفي عالم الفنون إن أهم الفنون التي دخلت عالمنا العربي من الغرب بشكل رئيسي كان فن “الراب” كثير امتهنوا هذا الفن لكن قليل من برعوا فيه أحبوه وطرحوه في عالمنا العربي بالشكل الصحيح وبالمنحى الهادف والإيجابي.. ضيفنا اليوم أحد رواد هذا الفن في سورية والذي أصبح بسرعة كبير نجم ترك بصمته من خلال اغنياته في هذا المجال أنه الفنان مودي العربي والذي كان لنا معه اللقاء التالي..
1- سؤالنا الاول لك مودي يدور في فلك حياتك الشخصية بعيدا عن الفن ويتوجه نحو مودي الانسان .. اخبرنا وأخبر جمهورك عنك اكثر..
أنا شخص غامض قليلا, يوجد لدي خطة رسمتها لحياتي وها انا ذا أمشي قدماً بها, أكثر ما يهمني هو أنا أكون مرتاح البال, أحب الاصدقاء وتمضية الوقت معها حيث أنني أكره الوحدة ومع ذلك أرغب في تمضية بعض الوقت في خلوة مع نفسي, أحب ان أكون أنساناً ناجحاً, باختصار أحب “مودي العربي” وما انا عليه اليوم حيث إنني كأي شاب في العشرينات من عمره أقوم ببناء حلمي.
2- لننتقل الان نحو عالم الفن .. متى اكتشفت موهبتك في هذا المجال وكيف ؟ ولماذا كان تأثرك بفن ال “راب” تحديداً فضلا عن غيره من الفنون الغنائية؟
لقد كان الأمر بالصدفة البحتة, حيث أنني غنيت أغنية عن الحي الذي أعيش فيه تكلمت فيها عن أصدقائي وجميع المواقف التي كنا نصادفها في حياتنا اليومية ومع الوقت أخذ الأمر بالتعمق شيئاً فشيئاً, وبالنسبة لسؤالكم لماذا الراب ؟ فأنا أجيب أنا الراب هو سلاح قوي جدا تستطيع من خلاله أن تحارب وتوجه عبره كل من يعتدي عليك ولكن بصوتك وتستطيع أيضاً من خلاله إيصال كل ما يدور في ذهنك من أفكار للجمهور المستمع بعقلك أولا وبصوتك ثانياً. مع العلم أني لست من الأشخاص الذين يستمعون إلى أغنيات الراب كثيراً.
3- فن الراب في الاونة الاخيرة اصبح مطمح الكثير من الشباب العربي .. نريد ان تسالك اولا بما ان لك باع طويل في هذا المجال هل الراب موهبة يمكن وصفها كما نقول بالعامية “ربانية” ام ان هذه الموهبة يمكن ان تخلق عن طريق التدريب والممارسة ومع مرور الوقت ؟ وما هو سبب انتشار الراب بهذه الطريقة ؟
برأيي فقط المهنة يمكن أن تتطور مع التدريب, والفن بالمجمل لا نستطيع أن نضعه في حيز المهنة بل الاصح هو يصنف كموهبة أولاً وبعد ذلك يتتحول تدريجياً إلى مهنة, والراب هو فن حاله حال التمثيل والطرب والرسم والنحت, حيث أننا نستطيع تشبيه الفن بشجرة وهذه الشجرة تمتلك الكثير من الاوراق, الراب هو أحد أوراق هذه الشجرة.
والسبب الحقيقي وراء انتشار الراب هو النمطية المطبقة في كل جيل وفي كل زمان, حيث انه لكل جيل وزمان نمط معين من الفن يتأثر به. واليوم الراب كان أقوى وسيلة استطاعت ايصال أوجاع ومشكلات الشباب في الاونة الاخيرة وكان له دور كبير على المجتمع السوري تحديداً, فأنا شخصياً يصلني مقاطع فيديو لأطفال بأعمار السنتين والثلاثة والخمسة يستمعون إلى أغنياتي وبطريقة عفوية بريئة يفتعلون حركات معينة تتماشى مع الأغنية, وهذا دليل على أن الراب سيكون له مكانة كبيرة عند الأجيال القادمة.
4- الانطلاقة الحقيقة لك مودي كانت عبر أغنية “اشتقت للشام” التي انتشرت كالنار في الهشيم بين جميع أبناء الشعب السوري من جميع الأطياف والاعمار داخل سورية وخارجها .. اخبرنا اكثر عن هذه الاغنية مع من تعاونت في إنجازها ؟ ولماذا كان لها هذا الصدى المدوي برأيك؟
اشتقت للشام استطيع تشبيهها بمعجزة حصلت معي ونقلتني نقلة نوعية من مغنٍ له من الخبرة الغنائية سنتين يحاول خلالها أن ينتشر ويصل بصوته للجميع إلى مغني معروف له جمهوره والناس تستمع له, الأغنية تعاونت فيهلا مع حنيني وذكرياتي للشام التي لم تغب عني ثانية في غربتي خصوصا انني مغترب منذ عام ال 2000 حيث كانت الشام الإجازة الصيفية بالنسبة لي قبل الحرب, فكانت الأغنية عبراة عن صرخة حقيقية من مغترب اشتاق لكل تفصيل صغير في الشام, والصدفة كانت أن أغلب أفراد الشعب السوري قاموا بزيارة المناطق التي ذكرتها في الأغنية وكان لهم ذكريات فيها, وأنا بعد “اشتقت للشام” والصدى الذي لاقته قررت ان أعود إلى اليها بذروة الأحداث وقد عدت.
5- اذا قارنا بين اغنياتك في الماضي والاغنيات التي تقوم بطرحها في الآونة الاخيرة نلاحظ فروقات كبيرة اولا في المعاني فقد أصبحت اغنياتك تطرح مواضيع هادفة من وحي واقعنا المعاش حاليا اكثر من تطرقها لمواضيع الحب والعشق وعلى صعيد اخر نلاحظ التحسن الواضح في النواحي التقنية للأغنية وخاصة في حال كانت على شكل فيديو كليب.. ما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الفروق من جميع النواحي في اغنياتك ؟
أنا أفضل ان أصعد سلم طموحي درجة درجة, وحدي وبتأنٍ دون فضل لأاي شخص علي, منذ البداية كنت وحيداً ومازلت اتطور وأنا وحدي, لذلك أنا اتطور بشكل بطيء قليلاً خصوصا أن جميع اغنياتي من انتاجي الشخصي.
أما بالنسبة لتحول الأغنيات من الحب إلى الأغنيات الهادفة, برأيي حتى اغنيات الحب تحمل قضية هادفة وقضية مهمة تتمحور حول جميع الشباب وأنا اراها أهم من أغنيات الحرب والظروف التي نعيشها حالياً, فأنا أجد المواضيع التي كنت اطرحها في بداية مشواري كانت مواضيع بريئة وتحمل روح شبابية بينما إغنيات السنوات الاخيرة كانت ملطخة بلعنة الحرب والوجع وأدعُ الله أن يكون القادم مختلفاُ تماما, اما من الناحية التقنية أنا أعمل وحدي واتعلم وحدي لذلك في كل فترة أتعلم شيئاً جديداً وأفوم بتطبيقه على أرض الواقع.
6- اذا ابتعدنا عن الراب قليلا والذي هو بالطبع عشق مودي الاول والأخير كما نعلم لكن ان ابتعدنا قليلا يترآى لنا موهبة اخرى تملكها مودي وهي الإخراج ولمن لا يعلم انت مخرج لأغلب اغنياتك المصورة .. حدثنا اكثر عن هذه الموهبة لديك .. هل تنامت بناءً على دراسة أكاديمية ام انك تعتبرها هواية وهي تتطور عبر الوقت والممارسة ؟ وهل تفكر يوما باحتراف الإخراج إما من ناحية الكليبات او من نواحي فنية اخرى ؟
قلت لكم سابقاً القن هو موهبة وبحمد الله وبفضل من عنده تنامت لدي مواهب متعددة, كانت الاولى من بينها من حيث الاكتشاف هي التمثيل حيث حصلت على جائزة افضل ممثل مسرحي في عام 2010 عن مهرجان الشبيبة على مستوى سورية, وفيما بعد توجهت نحو الراب وابتعدت عن التمثيل وحاولت كثيراً أن أعود إلى التمثيل من خلال “الكليبات” الخاصة بأغنياتي, أما موضوع الإخراج فقد درست الإخراج لسنة كاملة في أكاديمية مراكش للإخراج السينمائي في المغرب وتوقفت بعدها لأن قناعتي أن الموهبة لا يفيدها التعليم بل ما يفيدها هو ان تنمو عن طريق العمل حيث أنك بتلك الطريقة تتعلم الحاضر لا الماضي والتاريخ, وبإذن الله سأكون مخرج مهم في المستقبل أو مغني راب مهم أو ممثل مهم لإانا مازلت في رحلة البحث عن الذات في الوقت الحالي.
7- انت حاليا مودي تعيش خارج سورية، نحن نعلم انك فيما مضى كنت تعيش في الخارج وكنت تحث الجميع عبر اغنياتك وأهمها اشتقت للشام إلى العودة وانت أولهم فقد قمت بالفعل بالعودة إلى سورية ولكن الان عاودت السفر وانت مستقر الان في الخارج حيث اننا نعتبر ذلك خسارة لسورية فأنت برأينا من أشهر واهم فناني مجالك على نطاق سورية ومع انك لازلت تقوم بطرح الأغنيات لكن كانت حفلاتك في سورية لها طابع خاص وكنت ترسم بسمة في ظل ما نعيش فيه على وجوه جميع من كانوا يحضروك .. حدثنا عن أسباب سفرك وما الذي دفعك لذلك ؟
بداية أقول ان الغربة والابتعاد عن الشام هي جريمة بحق كل مغترب لأن الحنين والذاكرة الحية ستقتلك يومياً ولكنني اضطررت أن اسافر بسبب بعض الظروف على الجانب الشخصي, لكن هذا لا يعني أنني تخليت عن الشام, فهي تعيش بي وبذاكرتي وفي اغنياتي ايضا, وسأكون صريحاً حتى لو ان صراحتي ستكون موجعة لكن حاليا في سورية التوقيت غير صالح لبناء المستقبل وانا أرغب في بناء مستقبلي بشكل صحيح وهذا ما دفعني بشكل رئيسي للسفر إضافةً لقلة الدعم والتنمية البشرية في سورية مع العلم أنني لست سعيداً خارج سورية ولكن عندما أسافر لأكمل دراستي وأبني اسمي وارفع اسم بلدي عاليا وأعود فيما بعد هذا ليس خطأ لا بالنسبة لي ولا بالنسبة لأي شاب أخر.
8- اخيراً مودي ما هو جديدك على الساحة الفنية ؟ ونريد منك سكووب خاص للجمهورية..
جديدي سيكون فيديو كليب اغنية بعنوان ”وينك ” التي ستكون احدى اغنيات الفيلم الاميركي السوري ” يوماً ما ” مع المخرج السوري عمار حجازي وبعدها بإذن الله سنبدأ بتصوير اغنية استغرقت كتابتها ثلاث سنوات بعنوان ” بتتذكر ” اغنيه تتكلم عن الخمسة سنوات بجميع التفاصيل حيث أنك تستطيع القول ان ” اشتقت للشام ” كانت المرحلة الأولى و ” بتتذكر ” ستكون المرحلة الثانية ولكن بضخامة اكبر تعاونت باللحن مع الملحن السوري فارس دنان الموجود في بريطانيا حالياً, وتم عزف اللحن لايف مع عازفين بريطانيين, الماسترينغ والمكساج والهندسة الصوتية كاملة ستكون مع استديو وان مايك في سوريا والتصوير سيكون بألمانيا مع فريق ألماني تحت ادارة المخرج محمد القداح وعمليات المونتاج ستكون بأميركا مع فريق مونتاج تحت ادارة المخرج عمار حجازي.
ختاما لا يسعنى الا ان نتمنى لك التوفيق والنجاح والنجومية المتزايدة يوما بعد يوم فأنت تستحق ذلك والكلمة الاخيرة ستكون لك توجهها لجميع محبيك ومتابعيك عبر الجمهورية..
وانا بدوري أتمنى لكم التوفيق حيث انني من متابعين الجمهورية وأشكركم كثيراً على هذه اللهفة الجميلة.. تحياتي مودي العربي
إعداد: فـــؤاد الشــــاطر
حوار: عبد الكريم حميدان