نوادرٌ في الساحة الفنية اليوم الذين لايزالون يحملون المبادئ الفنية في عملهم “تحت سماء الوطن”, النوادر الذين أصبحوا وللأسف كالــ “غزلان في غابة الذئاب” ولكنهم أصروا أن يكملوا الطريق رافعين راية الالتزام الفني عالياً ولكن ليس “بأيد عم ترجف” لأنهم مؤمنين بأن أصواتهم “ياسمين عتيق”, وهنا “صار الكلام غالي” نعم هكذا صار كلامهم فمع كل حرف يتلفظون به في أغنياتهم يدفعونك للإصرار على أن كلامهم “ليس سراباً”, كان لقاء الجمهورية اليوم مع أحد هؤلاء الفنانين النوادر في سورية تلك التي “غزل الهوى” أحبال حنجرتها بمزيجٍ من الدفء والجبروت لتصدح لنا بأجمل الأغنيات وأرقاها إنها ليندا بيطار..
1- جميعنا يعلم ليندا أنك خريجة المعهد العالي للموسيقا, أخبرينا بدايةً كيف اكتشفتي موهبتك؟ وما هي التغيرات التي طرأت على هذه الموهبة بعد التخرج من المعهد؟
نعم أنا من خريجي المعهد العالي للموسيقا اختصاص غناء عربي, وإن مكتشفي موهبتي في البداية كانوا عائلتي فقد لاحظوا قدراتي على غناء الطبقات الموسيقية بالشكل الصحيح فأرادوا أن يدعموني وأن ينموا هذه الموهبة لدي فدفعوني للإنضمام إلى كورال الموشحات وكورال الكنيسة وهكذا بدأت بهذا الطريق, وما طرأ على هذه الموهبة بعد التخرج أنها صُقلت بشكل أكبر حيث أصبحت أفكر بشكل أكاديمي أكثر من ذي قبل, أفكر بالمقطوعات الموسيقية بشكل أفضل وأغنيها باحترافية عالية لأن المعهد يجعلك تكتسب كل هذه الأمور.
2- فيما بعد التخرج غنيت الكثر من الأغنيات متعددة الانواع منها للأعمال الدرامية, ومنها أغنيات خاصة ولكن برأيك اين كانت الانطلاقة الفنية الحقيقة لك وماهي أسباب نجاح ليندا بيطار اليوم؟؟
صحيح لقد فتح لي اكثر من مجال عن طريق اساتذة في المعهد, وكنت مع اسماء كبيرة في شارات المسلسلات ولكن الانطلاقة الفنية الحقيقية إنني أرى أن هنالك كثير من النقاط في حياتي كانت انطلاقة وبداية جديدة لذلك لا استطيع أن اسمي انطلاقة واحدة أي أنني اعتبر أن هنالك أكثر من حدث جميعهم جعلوني أخطو إلى الأمام وبالنسبة لأسباب نجاحي اليوم فهذا أمر يجب على الجمهور ان يجيب عليه ولكنني حاولت بقدر المستطاع أن اتمسك بمبادئي وأن أكون صادقة بالشيء الذي أقدمه لهم.
3- غنيتي سابقا مع عمالقة كبار على خشبات المسارح في سورية كالكبيرين زياد الرحباني, ومارسيل خليفة, حديثينا أكثر عن هذه التجارب.. وكيف تمت عملية اختيارك للغناء معهم ؟ وماذا أضافت هذه التجارب إلى ليندا؟
حقيقةً قد تم اختياري في ذلك الوقت من قبل الاستاذ باسل داوود وهو صديقي واستاذي في المعهد العالي للموسيقا حيث كان الاستاذ زياد الرحباني على صداقة بالاستاذ باسل واتفقوا على اختيار مغنيات من سورية وكنت أنا من بين الفتيات اللواتي تم اختيارهن من قبل الاستاذ باسل, وبعد أن تعرف علينا الاستاذ زياد قرر أن يستمر بالعمل معنا لأنه أعجب بالعمل الذي قدمناه جميعنا, أما بالنسبة لهذه التجارب فهي بالطبع لا تنسى بالنسبة لي حيث أنني دوماً أشبهها بالحلم وقد أضافت لي أنني بيوم من الأيام قد عملت مع أناس يحملون هذه القيمة الفنية والموسيقية الكبيرة وقد تعلمت منهم احترافيتهم وكيفية تفكريهم بالموسيقا من خلال هذه الاحترافية التي تجعلهم يدخلون قلوب الناس أجمع.. إنها تجارب لا تنسى وبالطبع أتمنى أن تتكرر.
4- من المعروف عن صوتك أنه يحمل نفحات فيروزية في ثناياه, وعلى ذلك يسجل في أرشيفك الغناء في كورال ألبوم السيدة فيروز “أيه في أمل”, اولاً هل حدث لقاء شخصي بينك وبين العملاقة فيروز ؟ وماذا تعني لك هذه المشاركة ؟
كلا لم يحصل لقاء شخصي مع السيدة فيروز ولكنني تواجدت في حفلات لها حالي حال جميع الناس الحضور, وهذا الألبوم بالتأكيد له وقع خاص لي لأنني أعتبر اني وضعت صوتي كــ كورال مع المبدعة السيدة فيروز وهذا يعد شرفاً كبيراً لي وهي واحدة من المشاركات التي لا انساها ما حييت, أضافت لي الكثير تعرفت على كيفية التسجيل مع الاستاذ زياد في الاستديو وشاهدت طريقتهم في التعامل مع القطع الموسيقية وكيف يعطونها رونقاً وجمالية خلال التسجيل.
5- تربطك علاقة عمل قوية مع الموسيقار طاهر مامللي حيث نلاحظ التناغم الكبير فيما بينكما سواء عند تشارككما في انجاز أغلب شارات المسلسلات الممهورة بخاتمه او خلال الأداء الحي والغناء المباشر على خشبة المسرح في حفلاته, ما هي أسباب هذا التناغم الملحوظ ؟ وهل نستطيع القول أن الاستاذ طاهر مامللي هو من سهل لك الوصول إلى الشهرة بشكل أكبر أي باختصار هل طاهر مامللي هو عراب ليندا بيطار؟
تربطني مع الاستاذ طاهر مامللي صداقة كبيرة جدا وهي مقسومة إلى صداقة موسيقية وصداقة شخصية, ويمكننا القول بالتأكيد أنه من الأشخاص الذين كانو سبباً لنجاحي حيث انه تولد بيننا تفاهم كبير موسيقياً, وهو ليس بالأمر السهل الحصول بين الأشخاص, الاستاذ طاهر هو واحد من عرابي ليندا بيطار وأنا اعتبره أنه من أهم الداعمين لي وأتقبل رأيه في جميع الامور التي تخصني.
6- هل توافقين الرأي الذي يقول أن ليندا بيطار تنتمي إلى مدرسة الفنانات العمالقة كفيروز و ماجدة الرومي مثلاً حيث نلاحظ التشابه في نمط الغناء والأغنيات – من حيث الالتزام في المعاني والرقي في الأداء والتجانس بين القوة والعذوبة في الصوت – بين ما تقدمه تلك الفنانات وما تقدميه أنت؟
أتمنى ان أنتمي إلى هؤلاء العمالقة الذي ذكرتهم هذا هو هدفي بالتأكيد أن أكون على نهجهم وأدعُ الله أن يمكنني الوصول إلى المكان الذي وصلوا إليه أخيراً هم وصلوا عبر أغنياتهم الخاصة وبألبوماتهم الراقية, اتمنى أن احقق هذا الكم من الاغنيات التي تمكنني من الوصول إلى الجميع في يوم من الأيام , وإنه لشرف كبير لي أن أرى او اسمع أحد يفكر بي بهذه الطريقة ولكنني أعتبر هذا الأمر مبكراً ومازلت أحتاج إلى صنع ألبوماتي وأصل بشكل أكبر إلى الجمهور عبر أغنياتي الخاصة.
7- ما هي برأيك أسباب هذا التدني الكبير في الأغنية العربية بعد ما كانت تشهده من رقي في السابق؟ وهل نستطيع إلقاء اللوم على من يقدم تلك الأغنيات أم على المستمع الذي أصبح يتقبل هذا النوع من الغناء؟
كثرة الفضائيات والقنوات التفزيونية ساعدت على وجود كم كبير من الأغاني العربية حيث أصبح هذا الأمر سهلاً جداً وما سهل الامور أكثر وجود تقنيات صوتية كبيرة في وقتنا الحالي ضمن الاستديوهات تمكن أي شخص أن يغني بشكل صحيح بعيداً عن النشاز ودون أن يتم أكتشاف هذا الأمر, وهذا ما أدى إلى تدني المستوى كما ذكرت, واتصور أنه يجب فرض رقابة أكثر على جميع المستويات الكلام الألحان والتوزيع أي يجب تشكيل لجنة رقابية في كل قناة تلفزيونية, وفي النهاية المستمع عندما تفرض عليه أغنية وتسمعه إيها على مدار الساعة فهو بشكل لا إرادي سوف يستسيغها ويسمعها بشكل أكبر ولكنني أعتقد أن المتلقي والمستمع وخاصة من شبابنا السوري الذين ألقاهم خلال حفلاتي يستطيعون التمييز بين الفن الذي يمكن سماعه وذلك الذي لا تسطيع سماعه. حيث انهم يميزون بين الأغنيات التي يرقصون عليها في الحفلات العامة وبين الفن الملتزم الأكاديمي الذي يقدرونه بشكل كبير وهنالك جمهور كبير يأتي إلى الأوبيرا ليسمع هذا الفن, فإذاً أنا لدي ثقة كبيرة بقدرة المتلقي والشباب السوري على التمييز بين هذين النوعين من الغناء.
8- وهنا نستطيع أن نسأل هل سنرى ليندا بيطار في ألوان غنائية أخرى مغايرة لما اعتدناه منها؟
من المؤكد سوف تروني بأشياء مختلفة لأنني أرى أن الفنان يجب ان يكون متنوعاً في الأعمال التي يقوم بها لكن أن يكون هذا العمل المختلف ضمن السوية الثقافية السابقة أو سوية موسيقية معينة.
9- أخيرا ليندا اخبرينا ما هو جديدك على الساحة الفنية؟ وهل هنالك أعمال ستبصر النور قريبا ؟
لدي عمل أقوم بتسجيله حاليا من كلمات الكاتب السوري رامي كوسا وألحان الصديق العزيز يزن صباغ , أغنية وجدتها جميلة أتمنى أن تلقى أستحسان الحمهور, ويوجد عمل أخر من كلمات الاستاذ سامي كليب الاستاذ تامج زين وهو الآن في طور التحضير, أدع الله أن يمكننا على تقديم الأعمال التي تليق بما تعبنا لوصلنا له حاليا وأولا عن أخراً بالطبع تليق بالمستمع.
ختماما نتمنى لك النجاح المتزايد دوما مع كل عمل تقدمينه لأنك بالطبع تستحقين أن تكوني نجمة عالمية حاملة لراية الفن السوري الراقي في جميع المحافل, نشكرك على تلبية لقاءنا هذا ونترك الكلمة الاخيرة لك توجهينها لمحبينك ومتابعينك عبر صحيفة الجمهورية..
انا من يريد شكركم على اهتمامكم وعلى لقاءكم هذا, والكلمة الأخير لا يخطر في بالي سوى أن أتمنى السلام ثم السلام ثم السلام لبلدي الغالي سورية.
إعداد: فـــــؤاد الشــــــاطر
حوار: عبد الكريم حميـــدان