خاص | مؤيد الأطرش للجمهورية: لم ولن نقدم تنازلات .. ولم نلتقي بالدم الجديد بعد!

منذ فترةٍ ليست بالبعيدة كانت الأغنية الشهيرة في بلادنا العربية لا تزال تحمل واحدة من ثلاثة جنسيات إما لبنانية, خليجية, أومصرية, ولنحدد أكثر كانت الأغنية في منطقة بلاد الشام محصورة في لبنان ابتداءً بالكلمات واللحن والتوزيع وصولا إلى التسجيل والاستديوهات, وذلك يعود لما كان يصيب بلدنا سورية من نقص بكل تلك الاحتياجات أي احتياجات الأغنية الناجحة, ولكن وفي وقت قصير جدا تمزقت هالة تلك القاعدة على يد جملة واحدة أصبح يرددها الجميع في الوطن العربي وأصبحت محفوظة أكثر من كلمات الأغنية التي ترافقها بحد ذاتها وهي جملة ” Publitools, Never Ask – Just Listen” كيف لا وقد وصل مجموع مشاهدات الأغنيات التي طُبعت هذه الجملة في بدايتها مقارباً لل (290 مليون مشاهدة) على موقع “يوتيوب” وهو رقم بعملية بحث صغيرة نكتشف مدى تشابهه مع عدد سكان العالم العربي, ولكن العجيب والجميل في آنٍ معاً أننا نستطيع القول وبكل فخر عن هذه الجملة “صنع في سورية” نعم فبفضلها وبفضل من كانوا وراءها أصبح للأغنية السورية مكانة هامة لا نبالغ إن قلنا أنها أصبحت في مصاف التقسيمات الثلاثة السابقة من حيث الأهمية إن لم تكن قد تفوقت عليهم وذلك مع الاخذ بعين الاعتبار عامل الزمن, وراء هذه الجملة مجموعة من الشباب السوريين الذين استطاعوا بفترة وجيزة سد العجز الذي كانت تواجهه الأغنية السورية , فمنهم الشعراء ومنهم الملحنينن والموزعين جميعهم وزعوا المهام فيما بينهم وانطلقوا بهذه الرحلة, رحلة الوصول بالأغنية السورية نحو القمة, جميع أولئك الأشخاص اجتمعو تحت قبة مكان واحد هو المكان الذي طبع اسمه في أذهان الجميع إنه استديو “بابلي تولز”, ولكن مع الضجة والجلبة التي أحدثتها أعمال ذلك الاستديو ظل هنالك شخصية واحدة تعمل بصمت, صمت يرافقه رقي في الأداء وحرفية في العمل وذكاء لا نظير له, شخصية كانت الجندي المجهول في تلك الرحلة, ونعتقد ومع احترامنا للجميع أنها صاحبة الفضل الاول والأخير في الإنجازات التي حققتها تلك المجموعة, إنه المخرج ومهندس الصوت مؤيد الأطرش , ولمناقشة كل ما سبق وأكثر كان للجمهورية مع مؤيد اللقاء التالي..

1- سؤالنا الأول لك مؤيد سنبدء به من عملك في مجال الصوتيات, في جميع الأغنيات المنتجة من استديو بابلي تولز تتعدد أسماء الشعراء فيها ويتبدل الملحنون والموزعون ولكن اسمك يبقى ثابتاً على الجميع, ترافقه كلمتان “ميكس وماسترينغ” لمن لا يعلم ما معنى تلك الكلمات من جمهورك ومتابعي بابلي تولز وما هو العمل الذي يختبئ وراءها هل تسطيع شرحها أكثر وشرح الدور الذي يلعبه مهندس الصوت في الأغنية؟
الميكس والماسترينغ هي المرحلة النهائية للأغنية بعد انتهاء التوزيع الموسيقي وتسجل الصوت والآلات الحية , مهمة الميكس اظهار جميع الالات والاصوات بالاغنية بشكل جيد ووضوح ووضع جميع المؤثرات الصوتية والايكولايزرات على الالات والاصوات ودمجها مع بعض بعد تعديل اللفلات واقصد مستوى الصوت بالاغنية لكل آلة او صوت مسجل حتى تصبح “track” واحد, بعدها الماسترينغ لهذا الــ “track” الذي ندخله لعدة برامج لتصحيح مستوى الصوت والفركونسي العام وسوف اشبه هذا الشيء بالصورة عندما ندخلها برامج التلوين والتصحيح

2- بابلي تولز لم يعد يقتصر على اسم الاستديو بحد ذاته بل أصبح هو مفتاح نجاح جميع الأغنيات التي تنطوي تحته, ما هو السر وراء ذلك الأمر برأيك؟ وهل ذلك كان سبب توجه جميع الفنانين الجدد نحو بابلي تولز بحثاً عن الشهرة الاكبر عبر أغنيته؟
بعد نجاحات عدد كبير جدا من الأغنيات التي انتجت بشكل كامل في بابلي تولز اصبح هذا الاسم له حضور كبير في الوسط الفني وهذا النجاح يعود لمجموعة أشخاص منهم الشاعر فادي مرجان والملحن حسان عيسى والملحن والموزع علي حسون وانا أيضا, واصبحنا مقصدا لأغلب الفنانين الجدد والنجوم أيضا ليس بحثا عن الشهرة بل بحثا عن أغنية قد تنشهر كأغلب الأغنيات التي صنعناها.

3- ألا ترى أن التجدد في العمل هو أمر هام, أي حتى ولو كان الجسم سليم لكن دخول دم جديد له قد يزيد من نشاطه وقدرته على العمل بشكل أفضل؟ إذا لما لا نرى أسماء جديدة تعمل تحت سقف “بابلي تولز” وللتوضيح نحن نقصد هنا ناحية التلحين والتوزيع والهندسة الصوتية؟
بصراحة لم نلتقي بهذا الدم الجديد بعد .. وعندما نجده من المؤكد أننا نرحب به ضمن فريق عملنا ونحن نعمل دائما لنجدد أنفسنا لنرتقي بأعمالنا

4- عند قدوم اسماء جديدة إليكم بحثاً عن أغنيات “ضاربة”, هل تعطون الجميع أم أنه هنالك معايير للقبول أو الرفض بالنسبة لكم من ناحية الصوت والموهبة؟
نتعامل مع الفنان مثله مثل أي فنان نجم او مبتدأ مثال يوم كان تعاملنا الأول مع الفنان ناصيف زيتون كان فنان مبتدأ وقتها وقدمنا له 6 أغاني ضمن ألبومه الأول ساهمت لوصوله الى نجومية كبيرة اليوم, المعايير التي نطلع اليها هي الصوت الجميل فقط وقدرة هذا الصوت على آداء الاغنية المقدمة له

5- أخبرنا عن تجارب بابلي تولز مع الوسط الفني خارج سورية كيف كانت علاقتكم مع الفنانين العرب الذي غنوا أغنياتكم ؟ هل هم من تواصلوا معكم بحثاً عن أغنيات أم أنكم من عرضتم؟ وهل قدم فريق بابلي تولز أية تنازلات ليصل إلى هذه الشهر التي هو عليها اليوم؟
لم ولن نقدم تنازلات .. نجاحات أغنياتنا مع نجومنا السوريين دفع كثير من النجوم العرب للتواصل معنا

6- من بين الأغنيات التي عملت بها على مدى مسيرتك المهنية ما هي الأغنية الأقرب إلى قلب مؤيد ؟ ومن بين الفنانين الذين عملت معهم من هو الفنان الذي تفضل العمل معه دوماً ويشكل مصدر راحة لك خلال العمل؟
كل أغنية جميلة قريبة الى قلبي وأغلب الفنانين الذين نتعامل معهم هم أصدقاء ونعمل بكل محبة وهمنا الأكبر نجاح العمل الفني

7- لننتقل بحديثنا قليلاً نحو الإخراج ونحن نعلم أنه الأكثر قرباً إلى قلبك.. حدثنا عن تجربتك في هذا المجال, وهل كان قرارك في خوض هذه التجربة نابع عن دراسة أكاديمية للإخراج أم أنك أتقنته بطريقة عملية لأننا لاحظنا التحسن الواضح الذي تحمله أعمالك الإخراجية عملا بعد عمل من جميع النواحي؟
بالبداية خضت هذا المجال من محبتي له وأنا لليوم أعتبره هواية وكانت تجربتي الأولى كليب ل اوبريت وطني لمجموعة نجوم ولاقى أصداء كبيرة بين الجمهور, هذا النجاح زادني طموح وبدأت العمل على تطوير نفسي كمخرج واشتركت بعدة كورسات في مصر ولبنان بهذا المجال ودائما اتابع كل التقنيات والتحديثات بكل مايخص الصورة والصوت والحمد الله لدي اليوم اعمال اخراجية حصدت عشرات الملايين من المشاهدات على اليوتيوب

8- عند رؤيتنا للكليبات الموقعة من قبل مؤيد الأطرش نلاحظ دوما وجود قصة درامية بحتة تشبه فيلم قصير يعكس الفكرة المرغوبة خلال ذلك الوقت الضيق ونلاحظ أيضاً عملك الدائم على تطوير الفنانين من ناحية التمثيل فأنت تدفعهم إلى إخراج كل ما يملكون من موهبة في هذا المجال حتى تصل الفكرة ويقتنع المشاهد بما يرى, وإيجازا لكل ما سبق سؤالنا هو ألا تفكر في دخول معترك الإخراج السينمائي او الدرامي ؟ وما هو النوع المفضل بالنسبة لك في مجال الإخراج؟
أغلب الكليبات في هذه الفترة تعتمد على اللوكيشن والبيوتي شوت والاستعراض احيانا .. مادفعني للتركيز على القصة الدرامية في كليباتي وهذا ما ميزها, وعندما تكون قصة الكليب شيء من الدراما فمن الطبيعي أن يصبح المغني ممثل في هذا الفيديو ومن واجبي كمخرج اظهاره ممثل مقنع للمتلقي, وبالنسبة لدخولي في عالم السينما والدراما بالتأكيد يجذبني هذا الشيء لكنني انتظر العرض المناسب, وليس لدي نوع مفضل كل الاعمال الاخراجية بالنسبة لي فن وهدفي وصولها للجمهور بأفضل شكل.

9- نحن اليوم على أبواب افتتاح قناة بابلي تولز التلفزيونية الفضائية أخبرنا أكثر عن هذا الموضوع .. وما هو الهدف الرئيسي وراء قيام القناة ؟ ما هي المواد التي ستطرح عليها ؟ وهل مقر بث القناة هو دمشق حالها حال الاستديو؟
صحيح قناة بابلي تولز الفضائية المشروع القادم الذي من المقرر بدأ البث في العيد , هدفنا تطوير وتوسيع أعمالنا الفنية وإضافة وسيلة إعلامية سورية نحن جميعا بحاجتها , وسوف نبث الأغاني العربية والسورية المصورة على طريقة الفيديو كليب مع القليل من البرامج الفنية , ومركز البث سوف يكون في دبي دولة الامارات العربية المتحدة وبالتأكيد مكاتب القناة في العاصمة دمشق.

10- أخيراً مؤيد ما هو جديدك على الصعيدين الصوتي والمرئي ؟ وهنا نريد منك “سكوب” خاص من مؤيد و”بابلي تولز” لصحيفة الجمهورية..
بإذن الله في فترة العيد سوف نطلق مجموعة أعمال فنية مميزة متزامنة بفترة إطلاق قناتنا الفضائية لمجموعة فنانين سوريين وعرب منهم : وفيق حبيب , حسام جنيد , روجيه خوري , أنس كريم , ملحم زين , سارية السواس

ختاماً لا يسعنى إلا أن نشكرك مؤيد أنت وجيمع أفراد فريق بابلي تولز على كل ما تقدموه لرفع سوية الأغنية السورية والوصول بها إلى العالم أجمع, ونشكرك أنت بشكل خاص على هذا اللقاء متمنين لك دوام النجاح والتوفيق بكل ما تقوم به, والكلمة الأخيرة ستكون لك توجهها لكل محبيك ومتابعيك عبر صحيفة الجمهورية..

أقدم الشكر لصحيفة الجمهورية على هذا اللقاء وأشكر جميع القراء وأتمنى دائما أن نقدم الأفضل ونبقى عند حسن الظن

إعداد اللقاء: فــــؤاد الشـــاطر
حـــــوار: عبد الكــــريم حميدان