بعد الانتشار الكبير لمهنة التصوير الفوتوغرافي في الآونة الأخيرة حيث أصبح موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مكتظاً بصفحات لكل من هب ودب من مقتني الكاميرات يطلقون عليها اسم (فلان فوتوغرافي), لكن ومع هذا الانتشار الكبير وحدهم قلة استطاعوا ان يحافظوا على احترافية المهنة من خلال شغفهم بها ومن أبرزهم في الوسطي السوري هو المصور الفوتوغرافي ستيف أحمد حيث كان للجمهورية اللقاء التالي معه لمناقشة هذه القضية..
1- سنبدأ حديثنا معك ستيف بسؤالنا عن بداياتك في عالم التصوير.. ما الذي دفعك لدخول هذا المجال؟ وهل كان دخولك بناءً على مرجعية أكاديمية أي انك درست علم التصوير أو كان عن هواية تطورت عبر الزمن لتصبح مهنة؟ وهل نستطيع القول اليوم أنك مصور محترف ؟
كنت اعمل كمصمم لمواقع الانترنت للمشاهير و عندما كنت اطلب منهم صور شخصية احترافية لأضيفها على الموقع كانو يذكرون انه يجب ان يسافرو إلى الدول المجاورة لأنه لا يوجد مصورون محترفون.. و بقيت هذه المعلومة في ذهني لسنوات.. و عندما دخلت بلدنا في الأزمة تأثر عملي و كان يجب علي البدء في عمل جديد من الصفر فقررت ان اتعلم التصوير عند مصور عالمي مشهور عن طريق الانترنت.. و انا لا أقول بأني محترف استنادا على رأيي الشخصي بل نلت درجة الاحتراف من استاذي البريطاني و بعد الكثير من التعب
2- في مجتمعنا الحالي وبعد الرواج الكبير لمهنة التصوير الفوتوغرافي اصبحت هذه المهنة مطمح للعديد من الشباب, لكن أصبح مرافقاً لهذا الرواج جملة مطروقة يرددها الجميع وهي “بشتري كاميرا فخمة, وبصير فوتوغرافر”, وهنا نريد منك الرد على هذه الجملة هل فعلا اقتناء معدات تصوير باهظة الثمن وتحمل أسماء شركات عالمية يجعل من الشخص الذي يحملها مصوراً محترفا ولو لم يكن لديه الموهبة؟
ان مهنة التصوير هي مجال واسع جدا و بالتأكيد لا يمكن ان تقوم الكاميرة الغالية بصنع مصور محترف.. في الماضي كانت الكاميرات بدائية و مع ذلك كان يوجد الكثير من المصورون المحترفون و اللقطات الرائعة و المعارض الضخمة.. و لو كانت الكاميرة كافية لكانو كل النجوم اشتروا الكاميرات و قامو بتوظيف احد ما للقيام بتصويرهم.. و بالنسبة لموضوع ان هذه المهنة هي مطمح للعديد من الشباب، اعتقد ان هذه المهنة تبدو سهلة للكثير من الهواة و لكن كل ما تعمقو بها اكثر اكتشفو انهم لا يعرفون سوى القليل عنها لذلك العديد منهم انسحب من هذا المجال و اتجه نحو مهن أسهل
3- نحن نعلم أن أمهر مصوري العالم وأجمل الصور تكون مأخوذة بشكل طبيعي من خلال عدسة الكاميرا فقط دون أي تعديلات, لذا هنالك بعض الانتقادات التي وجهت إليك على أنك تستخدم برامج تعديل الصور كالفوتوشوب وغيرها وبدى ذلك واضحاً من خلال صور بعض الفنانات اللواتي تعاملن معك, كيف يرد ستيف اليوم على هذه الانتقادات؟
للأسف هذه المعلومات ليست دقيقة.. ذكرت سابقاً ان التصوير هو عمل فني واسع و متعدد الاختصاصات.. مثلا يوجد تصوير للمنتجات و اعراس و المناظر الطبيعية و الرياضات و الازياء و المجلات و كل منها لها عدسات و كاميرات و اضاءة و ملحقات مختلفة.. الفوتوشوب هو البرنامج الأشهر عالمياً لمعالجة الصور وطريقة المعالجة تختلف بين صور الذكور و الاناث و حتى الاطفال.. و يتم دفع مبالغ كبيرة لمن يقوم بمعالجة الصور بشكل احترافي و بالنسبة للانتقادات تكون ناجحة عندما تشير الى شيء خاطئ و إلا لا يمكننا ان نسميها انتقادات.. معالجة الصورة هي شيء اساسي و ربما بعض المصورون لا يتطرقو إلى المعالجة و لكن هذا لا يعني انها غير اساسية.
4- لاحظنا أن أغلب جلسات التصوير التي تقدمها تكون خاصة بالنجوم والفنانين .. هل انت مع التخصص في عالم التصوير ؟ أي هل يجب على المصور الفوتوغرافي أن يحدد مسار توجهه المهني بشكل مسبق؟ فبعض المصورين المشهورين في العالم العربي والعالم يميلون إلى تصوير الناس العاديين وبعضهم يميل نحو الفنانين هل نستطيع أن نجزم القول أنك من النوع الثاني؟
نعم انا مع التخصص لأن التخصص هو احدى العوامل التي تفصل بين الهاوي و المحترف و انا مختص بتصوير الاشخاص سواء كانت الصور للمجلات او صور للأزياء او صور تروي قصة جميعها بحاجة إلى ابداع و بالنسبة لتصوير الاشخاص هو اسهل لأنه عندما تقوم بتصوير المشاهير يجب ان تقدم لهم ما يتوقعونه منك و هنا تشعر بالمسؤولية بينما الاشخاص الذين لا يملكون العديد من التجارب في هذا المجال سيكون من السهل ارضائهم
5- خلال جلسات التصوير التي تقوم بها مع مختلف الفنانين, هل يُملون عليك ما يريدون منك أن تقوم به أم أنهم يفسحون لك المجال لتقدم ما لديك وتظهرهم عبر عدستك بالصورة التي تراها أفضل؟
لا يوجد هناك قاعدة لهذا الموضوع بل يوجد هدف و هو الحصول على صور رائعة لذلك اذا كانو يملكون الافكار فأنا أرحب بها و لكنني غالبا اقوم انا و فريق العمل باختيار الفكرة و المكان و الملابس و المظهر لتكون الصورة متكاملة.
6- وبحديثنا عن الفنانين سنتحدث قليلاً عن تجربتك في مسلسل العراب في الموسم الرمضاني السابق . حيث قمت بتغطية هذا المسلسل من ناحية التصوير الفوتوغرافي.. حدثنا أكثر عن هذه التجربة وماذا اضافت لستيف؟
لاشك بأنها كانت تجربة رائعة و جديدة في بلدنا ، لم يسبق لأحد ان يقوم بتصوير لقطات درامية للتسويق إلى عمل تلفزيوني .. كان المصور في الماضي يقوم بالتقاط صور من العمل للارشيف او لمعرفة ملابس الفنان بشكل دقيق لكي تكون هذه الصور مرجع عندما يقومون بتصوير باقي المشاهد.. لذلك اقترحت على الشركة المنتجة ان اقوم بتصوير لقطات تظهر روح العمل في صور اعلانية تجذب المشاهدون و القنوات و كنت سعيدا جدا عندما رأيت اعمالي مطبوعة بقياسات كبيرة في شوارع لبنان و الامارات و اتوجه بالشكر للقائمين على شركة سما الفن لثقتهم بي.
7- هل يوجد تجارب جديدة لك مشابهة للعراب في الموسم الرمضاني الجديد او في المستقبل القريب؟
اعتقد ان نجاحي في التجربة الأولى سيكون دافع قوي لأشارك في اعمال درامية ضخمة في العام القادم.
أخيرا لا يسعنا إلا أن نتمنى لك التوفيق والنجاح في كل ما تقوم به, ونشكرك على هذا اللقاء الممتع ونترك الكلمة الأخيرة لك لتوجهها إلى محبيك ومتابعيك عبر صحيفة الجمهورية..
اتوجه بالشكر لصحيفة الجمهورية على هذا اللقاء الممتع و أريد ان اشكر كل من منحني الثقة و آمن بي منذ البداية و اعدكم بالأفضل دائماً.
إعداد: فـــؤاد الشـــاطر
حوار: عبد الكريم حميدان