الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعث رسائل قوية للخصوم… ربما لن تلقى دعوته آذاناً صاغية لدى المملكة لجهة الحوار مع إيران، فعندما ترسم لغة المال مسارات السياسة وتشتري المواقف، والأهم أن الموجّه لتحرّكات المال يمضي مسرعاً من دون رؤى سياسية عميقة ترقب المآلات والنهايات، فاعلم أن العواقب كارثية والجنون سيّد الموقف.
بلغةٍ أقل ما يمكن وصفها بالثابتة والواثقة، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في الذكرى السابعة عشرة لعيد المقاومة والتحرير، ليبعث برسائل قوية للخصوم، الأمين العام أفرغ كليّاً الطروحات الواردة من الرياض، وظهّر بشكل واضح ما محصّلته الصفر لأية مفاعيل يمكن أن تتأتّى من القمّة التي جمعت ترامب بعدّة زعماء ومسؤولي دول عربية وإسلامية في العاصمة السعودية، لجهة أن ما سمّاها إعلانات وخطابات الرياض ليس لها أيّ تأثير، وأن ما جرى فضيحة ومهزلة لجهة أن بيان الرياض صيغ وجُهّز بمنأى عن إرادات ومعرفة المجتمعين الذين شاهدوه فقط عبر وسائل الإعلام.
جاء ردّ الأمين العام لحزب الله من خلال طرحه وعرضه للوقائع الميدانية على الأرض، مُظهراً الفشل الذريع الذي حصدته السياسة السعودية في كل جبهات المنطقة خلال السنوات الماضية سواءً في العراق أم في اليمن، وكذلك التقدّم الكبير للجيش السوري في جبهات القلمون وصولاً لتدمر والبادية وامتداداً لريف حلب، النقطة الأبرز كانت من خلال ما ظهّره الأمين العام لجهة أن كل الوسائل والطرائق والأساليب المُتاحة لم تألُ المملكة جهداً في صوغها واستخدامها لإضعاف محور إيران، وأنه لاجديد ولا أكثر يمكن أن يقدّموه، وإن جاؤوا بالمزيد من لغة الدم والموت، فنحن عشّاق الموت والشهادة (ُيضيف الأمين العام).
بطبيعة الحال يأتي ” النفس الطويل القوي “الذي تجسّد في خطاب الأمين العام من خلال سببين رئيسين:
– الإيمان بقوة وتماسك والعنوان الاستراتيجي لتحالفات الحزب، ولا سيما بعد الاجتماع الأمني في روسيا الذي ضمّ مستشاري ومسؤولي الأمن القومي في كل من سوريا والعراق وإيران وروسيا، والذي رفض بالمُطلق مخرجات قمّة الرياض، وأكّد على استمرار رسم كل أشكال التنسيق والوحدة الاستراتيجية للمضيّ في ميادين المواجهة مع الإرهاب في المنطقة.
– مفرزات ونتائج المواجهات اللوجستية التي برزت في الفترة الماضية لجهة تأمين الحدود اللبنانية -السورية، وقرب الانتهاء من تأمين الحدود السورية العراقية، وهو ما يشكّل مفصلاً رئيساً في مُجريات الحرب في المنطقة، وأساساً مهماً يُبنى عليه كل تلك الثقة.
لا نعرف إذا ما كانت كلمات الأمين العام ستشكّل نوعاً من الاستفزاز “لحميّة” المملكة ويسرّع من مضيّها في ما أعلنت عنه من تحالف شرق أوسطي، وقوة احتياط، ولاسيما أن الأمين العام قالها بوضوح أن محور إيران أقوى من أيّ وقت مضى، وأن المحور الآخر أقلّ قوة من أي وقت، إضافة إلى ما ألمح إليه الأمين العام تعليقاً على قوة الاحتياط ومفاعيلها المُحتملة في العام 2018، بأنه لحين ذاك العام لن يكون هناك وجود لشيء إسمه داعش في المنطقة العربية.
الجزئية التي ظهرت بوضوح من خلال قوة وثبات اللهجة في خطاب الأمين العام لجهة ازدياد قوة الحزب وقدراته وإمكانياته، ووعده مجدّداً بالنصر والتواجد في كل الميادين وعدم إخلاء الساحات، يُبقي بالضرورة القلق لدى الإسرائيلي لجهة ما رسمه من خطوط حمراء تتعلّق بعدم وصول أسلحة استراتيجية للحزب، وهو ما نسفه حديث السيّد حسن نصر الله، من هذه الجزئية تحديداً، قد تنطلق العربية السعودية في التأسيس والبناء عليه مع الإسرائيلي للدّفع نحو تفعيل إعلاناتها وخطاباتها وما تحشد له وتعدّ، لكن ماذا عن نسَب النجاح ولاسيما أن الأميركي قد حصدت جيوبه الأموال وهو الهدف الاستراتيجي من كل هذا “الصراخ وارتفاع الصوت” في الرياض، وهو الذي أعلن بوضوح ( أي الأميركي) أن بلاده لن تُحارب نيابة عن أحد، حتى الإسرائيليين أنفسهم وكتّابهم بدأوا الحديث عن جديّة واستمرارية ترامب في منصبه، إذ تحدّث الكاتب المعروف تسيفي برئيل في صحيفة هآرتس لجهة تأرجح كرسيي نتنياهو وترامب وأن الأخير لا يحمل المصداقية في شعاراته التجارية.
ربما لن تلقى دعوة الأمين العام آذاناً صاغية لدى المملكة لجهة الحوار مع إيران، فعندما ترسم لغة المال مسارات السياسة وتشتري المواقف، والأهم أن الموجّه لتحرّكات المال يمضي مسرعاً من دون رؤى سياسية عميقة ترقب المآلات والنهايات، فاعلم أن العواقب كارثية والجنون سيّد الموقف.
المصدر:الميادين