جاء الدور كما هو متوقع وللمرة الثانية على ألمانيا قوة الدمار الكبرى لجيرانها الصغار في الاتحاد الأوروبي وقوة الجذب الكبري بين القطب الروسي والقطب الأطلسي وقوة ميزان الابتزاز في سياسات الهجرة مع المتوسط ومع غير المتوسط. وكما هو محتمل أيضا بكل التقديرات الجيوسياسية، لا تزال الطرق مفتوحة من الرقة-منبج إلى أوروبا ومن بحر ايجه إلى الضفة الأوروبية الأخرى. ألمانيا التي تتغنى بتفوق أمني داخلي، لا ينجح إلا في احتواء وقمع الحركات الاجتماعية، لا تنجح في سد ثغراتها لا مع تركيا ولا مع اليونان وستظل بالطبع تتغنى بقدراتها التكنولوجية الاستخباراتية على الحيتان الصغيرة في متوسط المغرب العربي أي ليبيا وتونس. بالأمس فقط تضغط ألمانيا صحبة فرنسا وبريطانيا على ممثل الأمم المتحدة وبالتالي على كيري-لا فروق من أجل تحصيل نصيبها من الشمال السوري عبر القواعد وعبر المطمعة الكبيرة في إقليم كردي يخضع لسلطة نهب أميركا والناتو. بالأمس فقط تضغط ألمانيا من أجل تأجيل الإنتصار السوري وعرقلته ومن أجل تلغيم مستقبل سوريا باحتماليات التقسيم في الشمال وبالجماعات الموالية للاستعمار الغربي في نظام الحكم وربما في إقليم قابه حلب. نحن هنا نتساءل فحسب ماذا بعد السواطير والرصاصات؟ وإلى متى ستظل ألمانيا تنتظر داعش ألمانيا (ربما نخاطب هنا القوى الحرة المناهضة للإرهاب المعولم في ألمانيا )؟ 3والى متى ستظل ألمانيا داعشية في التغطية الغربية العمياء على إن الإرهاب لن يقضي عليه إلا في سوريا ومن خلال الدولة السورية فقط وكما يريد السوريون فقط؟ لا مستقبل لأي سياسة أخرى في سوريا، ولعبة الارتداد ستطول على اراضيكم، تيقنوا. صلاح الداودي- شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية
