قد يظن الكثير منا أن النجاح والابداع أمران متشابهان ولا يفرقهما شيء وهما وجهان لعملة واحد, لكن يستطيع أيٌ منا أن يكون ناجحاً فيما يعمل إذا أتم عمله على أكمل وجه بناءً على إجراءات وسياسات محددة إذا طبقها يصبح نجاح ذلك العمل كما نقول عامةً “تحصيل حاصل”, لكن أن تخرج عن المألوف فيما تصنع وتحطم القيود والإجراءات والسياسات وأن تختصر أحاسيساً ومشاعراً رافقت مرحلة من حياة أربعة شعوبٍ في بضع سطور, تنطقها بأسلوب يحرك أفئدة ملايين من أبناء تلك الشعوب, وبتعابير وجهٍ تعكس مزيجاً من الألم الذي يعيشوه منذ زمنٍ, والكبرياء الذي يكسر هالة ذلك الألم مصحوباً بتفاؤل نحو مستقبل أفضل, أن تتحدث بلسان أمة عجز الكثير من الأدباء والمفكرين على ترجمة قضيتها, كل ذلك بما لا بتجاوز دقائقاً معدودة برأيننا يدعى إبداعاً و أن تكمل ما بدأته وتركب “مترو” الاستمرارية في مهنة أحببتها ودرستها متوشحاً بالالتزام الدائم ومتسلحان بأخلاقيات تلك المهنة التي لم نعد نراها في وقتنا الحالي, ذلك أيضاً نسميه إبداعاً, كل ما سبق يُختصر في ضيفة لقاءنا هذا اليوم والتي بالطبع سنطلق عليها لقب الإعلامية “المبدعة” ريحان يونان التي كان للجمهورية معها اللقاء التالي..
1- لنبدأ حديثنا معك ريحان من الأنطلاقة الفعلية والشهرة الحقيقية التي كانت من خلال كليب “لبلادي”, وهنا أولا نستطيع أن نسأل هل يمكن اعتبار كليب لبلادي نقطة تحول في حياتك ؟ ونظراً للانتشار الكبير لهذا الكليب، هل تلقيت عروض عمل في وسائل عمل أجنبية ؟
بالتأكيد، كان نقطة تحول في حياتي وحياة أختي الفنانة فايا يونان وجميع كادر العمل الذي كان معنا, وبغض النظر عن العروض المقدمة, بالنسبة لي الميادين كانت المنبر الذي أفضل أن أكون موجودة فيه وأنا الآن موجودة في هذا المنبر.
2- إذا وتعقيباً على سؤالنا السابق هل ترين أن نجاح كليب “لبلادي” كان له دور هام في عملك الحالي لدى قناة الميادين ؟ أم أن هنالك اسباباً اخرى كامنة تودين تسليط الضوء عليها ؟
بالطبع، لا يمكننا إنكار أن نجاح هذا الكليب قام بالإضاءة على جميع كادر العمل سواءً أنا أو شقيقتي فايا أو نادين جزار وجميع أفراد العمل والفكرة الأساسية برأيي الشخصي أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الأهم اليوم لأنها تعد المفتاح الرئيسي للوصل إلى الناس عامةً والشباب خصوصاً. الشباب اليوم متواجد في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من تواجده أمام التلفاز.
3- بناءً على ذلك يمكننا القول أن الكليب لعب دور العامل المساعد في دخولك إلى الميادين وليس عاملاً رئيسياً ؟
نعم، إنه ليس عامل رئيسي فلو لم أكن خريجة إعلام ولدي المؤهلات الكافية لم أكن لأستطيع الدخول إلى القناة.
4- جميعنا يعلم مدى اهمية هذا الكليب وبراعة تقديمه لكن سوف نستهل حديثنا معك لنتكلم عنه من نواحٍ أخرى, العديد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي قاموا باتهامكما أنت وشقيقتك الفنانة فايا يونان بتقديم هذا الكليب للحصول على الشهرة وإن ما استندوا إليه في هذه الاتهامات هو الحرفية في انتاجه من جميع الجوانب فما هو رأيك في هذه الانتقادات وكيف تردين عليها ؟
لا أتخيل أن الحرفية هي المقصود من كلامهم, بالطبع الفيديو كان احترافياً نظراً لأننا نعمل باحترافية وذلك لأنني من خلفية أكاديمية ومصورة الكليب نادين جزار هي خريجة جامعات بريطانيا وكشباب أكاديمي لدينا الإمكانيات لعمل كليب احترافي ولكن الإنتاج لم يكن ضخماً كما يدعون وهو كلام لا يمت للواقع بصلة وعندما نتحدث عن الاستغلال لا أتخيل أن الشخص المستغل يمكن أن يصل للعالم فالناس اليوم لديهم إحساس بالشخص الصادق والشخص المستغل. والمفاجأة الكبرى كانت لنا وذلك لأننا لم نكن نتوقع هذا التفاعل والتعاطي مع الكليب.
5- والآن لنبتعد قليلاً عن كليب لبلادي حيث انه يتوجب علينا التطرق إلى برنامج “مترو” الذي تقومين بتقديمه واعداده حاليا على شاشة قناة الميادين وبالعودة إلى الحلقة الأولى الخاصة بشهر رمضان من البرنامج ما هو رأيك بالدراما السورية ؟
يمكنني القول أن شهادتي في الدراما السورية مجروحة حتى أنه كان من المقترح تخصيص شهر رمضان للحديث عن الدراما في برنامج “مترو” وكنت متحمسة جداً للموضوع لأنني متحيزة للدراما بشكل عام حتى أن أولى حلقات برنامج “مترو” في شهر رمضان كانت من سوريا ويوجد هناك حلقات تم تصويرها في تونس ومصر ولبنان وسيتم عرضهم في شهر رمضان الكريم.
وعندما نتحدث عن الدراما السورية وكوني شخص عامل بهذا المجال أرى أن الدراما السورية تجرأت على طرح بعض المواضيع التي لم يستطع الإعلام السوري التطرق إليها, فعلى سبيل المثال مسلسل “الانتظار” للكاتب حسن سامي يوسف والمخرج الليث حجو استطاع التطرق إلى حياة العشوائيات بينما لم يستطع الإعلام حينها طرح مثل هذه المواضيع, ولايمكننا أن ننسى عمل “زمن العار” للكاتب نفسه الذي استطاع أن يطرح قضية ماتعاني منه المرأة في المجتمع بطريقة لم يستطع الإعلام إلى الآن طرحها, بالإضافة إلى أعمال الكاتب فادي قوشقجي حيث تمثل أعماله سورية العلمانية وسورية المواطنة التي نسعى لأن نراها كنساء ورجال عموماً وكنساء خصوصاً.
في النهاية يمكنني أن أقول أن الدراما السورية قرعت أبواب لم يستطع أحد إلى الآن قرعها كما يجب.
6- حدثينا عن الدراما والمسلسلات ماهي الأعمال التي تتابعها ريحان حالياً؟
حالياً أقوم بمتابعة العمل المصري “سقوط حر” من إخراج شوقي الماجري وبطولة نيللي كريم حيث تدور فكرة العمل حول الأمراض النفسية عموماً والتي يجب الطرق اليها بشكل اكبر في العالم العربي
أيضاً أقوم بمتابعة مسلسل الطواريد الكوميدي وبقعة ضوء ونبتدي منين الحكاية بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل مسلسل “الندم” ومسلسل “زوال” سأقوم بمتابعتها بعد شهر رمضان نظراً لضيق الوقت.
7- العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والنقاد يرون أن دراما “الأزمة” أو ماتم إنتاجه خلال سنوات الأزمة السورية قد شوه من بنية المجتمع السوري ماهو رأيك في هذه الانتقادات ؟
بدايةً يمكنني القول أن تقييمي ينبع من كوني متابعة ومواطنة سورية ولست ناقدة فنية وأعتقد أنه لايمكننا التحدث عن الأزمة بالوقت الراهن بشكل صحيح.. يجب ان يكون هناك مسافة زمنية بين الحدث وتقديمه بصورة فنية،ولكن ومع ذلك أرى أن هناك العديد من الأعمال في سنوات الأزمة مثل مسلسل “حلاوة روح” و “سنعود بعد قليل” و “قلم حمرة” و “غداً نلتقي” لم تشوه بنية المجتمع السوري برأيي الشخصي، أما فيما يخص أعمال هذه الموسم فلايمكنني إبداء رأيي نظراً لعدم انتهاء الموسم بعد.
خلاصة القول لايمكنني القول أن الدراما في السنوات الأخيرة شوهت بنية المجتمع السوري، كل مافي الأمر أننا نحتاج وقت أكبر لفهم الأزمة وبالتالي تصويرها بشكل صحيح.
8- بما انك شخصية إعلامية أكاديمية ومتابعة لجميع الأحداث التي تحصل حالياً وكما قلنا أنتي تعملين في قناة هامة كقناة الميادين، هل من الممكن أن نراك يوماً تدخلين معترك الإعلام السياسي؟
بالتأكيد، ولكن في هذه المرحلة تحديداً وبإطار عملي في قناة الميادين فإن وجودي في الثقافي والاجتماعي يقدم لي وللقناة قيمة مضافة وخصوصاً أنني أنتمي لجيل الشباب الذي وجد نفسه فجأة في ظل حرب بالوقت الذي لدينا الكثير لنتحدث عنه, بالإضافة لذلك فإن معظم شباب جيلي الذي عمل في مجال الإعلام توجه للعمل في المجال السياسي وخصوصاً السوريين وهذا الأمر منطقي نظراً لتداخل السياسية مع جميع أمور حياتنا اليومية ولكن هذا الأمر لايمنع أن نتذكر أنه لدينا العديد من المشاكل والقضايا التي نحتاج إلى تسليط الضوء عليها لذلك أنا أرى نفسي حالياً بالمجال الثقافي والاجتماعي ولكنني مع الوقت بالتأكيد سأكون في المجال السياسي.
9- من هي الشخصيات التي تحلم ريحان يونان بمحاورتها؟ وعلى صعيدٍ آخر من هم قدوة ريحان يونان في مجال الإعلام المرئي؟
بدايةً إنها أمنيات وليست أحلام فحلمي هو بمحاورة أشخاص وقامات رحلو عن الحياة أما عن أمنياتي فأنا أتمنى أن أحاور الشخصيات التي أثرت بي مع العلم أن معظمهم من الكتاب.
أما فيما يخص الشق الثاني من السؤال, هنالك العديد من الأشخاص المؤثرين في مجال الإعلام والذين اتعلم منهم دائما ولكن لا يمكنك تقليد أي أحد، يجب أن تكون صادقاً على الشاشة حتى تستطيع أن تؤثر بالمشاهد. لكن يمكنني القول أن الإعلامي غسان بن جدو هو شخص مؤثر في حياتي حيث أني ومنذ عمر الخامسة عشر وأثناء مشاهدتي لتغطيته لحرب تموز أثر بي بالإضافة طبعا إلى الأستاذ سامي كليب والإعلامية زينة يازجي والتي اعتبرها برأيي الشخصي “زينة الإعلام العربي” .. وتعجبني جدا الاعلامية الاميركية “ابي مارتن” .
10- ذكرت من قبل أنك ذات مرجعية أكاديمية حيث أنك درست الإعلام, برأيك ما هو دور الشهادة الأكاديمية بالنجاح في مهنة الإعلام ؟ وهل يمكننا اعتبار العمل الإعلامي أنه موهبة ؟
بالحقيقة أنا لدي مشكلة مع كل من يقول أن الإعلام موهبة ، الإعلام هو علم أنا أمضيت أربعة سنوات من حياتي وأنا أقوم بدراسة هذا العلم. هناك أدوات يجب توظيفها في مكان معين وليست موهبة. يمكنك أن تكون جراح شاطر أو جراح فاشل.. لكن بالنهاية الطب علم وكذلك الاعلام.. يمكنك ان تكون ناجح او مقبول او فاشل لكن لا يمكنك انكار انه علم. وعلم صعب ايضا، علم يستطيع أن يبني دول ويهدم دول.
ختاماً ريحان لا يسعنا إلا أن نتمنى لك التوفيق والنجاح الدائمين لك ولجميع أعمالك الحالية والمستقبلية, ونشكرك على تلبيتك لهذا اللقاء تاركين الكلمة الاخيرة لك توجهينها لمحبي ومتابعي ريحان عبر صحيفة الجمهورية..
كل عام وانتم بألف خير واتمنى ان نصل دائما الى تقديم ما يليق بعقولنا وبلادنا.
إعداد: فــــؤاد الشـــــاطر
حوار: عبد الكريم حميدان