ديمة ناصيف
دخلت مضايا وبقين وسرغايا ضمن اتفاق الزبداني / كفريا الفوعة وكان مضمون الاتفاق يتحدث عن سلة إجراءات متكاملة ومتزامنة، والاتفاق طالبت به المجموعات المسلحة التي خسرت بشكل كبير في معركة الزبداني وبدأت بالمقابل بقصف كفريا الفوعة بآلاف الصواريخ (ضمن معركة أطلق عليها نصرة لأهل الزبداني) ومن ثم طالبت عبر الأمم المتحدة الدخول في تسوية يقود التفاوض فيها الجانب الايراني والتركي لإيجاد ضمانة اقليمية لتنفيذ الاتفاق
وصحيح أن هناك حصار على مضايا وعلى كفريا، وهناك مأساة كبيرة للسوريين، لكن المسؤول واحد: أحرار الشام التي تديرها المخابرات التركية والقطرية.
هناك اتفاق مُوقع منذ آب الماضي، مدته ستة أشهر بين الايرانيين وأحرار الشام في اسطنبول برعاية الأمم المتحدة، من ٣ مراحل:
1-وقف اطلاق النار الذي يشمل ١٠ قرى ومدن مجاورة للفوعة و كفريا ،، كادلب وبنش ومعرتمصرين وتفتناز
2-تبادل اخلاء الجرحى، وفتح ممرات الامداد إلى كفريا الفوعة بالتزامن مع مضايا سرغايا بقين
3-اخلاء عشرة آلاف مدني من كفريا الفوعة (٢٠ ألف مدني محاصر فيها، من بينهم حسب الأمم المتحدة ١٢ الف امرأة) مع بقاء المقاتلين فيها بالتزامن مع إخلاء المدنيين من مضايا سرغايا بقين
وهو ما لم يلتزم به جيش الفتح وعلى رأسه أحرار الشام وقبل أيام طالب شرعي جيش الفتح الداعية السعودي عبد الله المحيسني الدول الاسلامية بامداده بمليون دولار لصنع صواريخ تمحي كفريا الفوعة عن الوجود دون ان يرف جفن للمعارضة السورية السياسية والمسلحة.
عندما بدأت معركة الزبداني، في نيسان الماضي، لمنع ا أحرار الشام من قطع طريق بيروت دمشق، وتشكيل بؤرة في السلسلة الشرقية، وملجأ لمسلحي القلمون بعد هزيمتهم، أعلنت المجموعات المسلحة معادلة “كفريا الفوعة ” مقابل الزبداني ومضايا، الشعار رفعته أحرار الشام، ثم جيش الفتح … وحتى ما بعد التفاهم على عملية تبادل فتح ممرات الامداد ، ووقف اطلاق النار في أي المفاوضات، شن جيش الفتح أكثر من ثلاثين هجوماً على كفريا والفوعة … آخرها في ١٩ آب، شارك فيها ٢٦ انتحاريا في يوم واحد، وبحسب المرصد السوري، فجر ١١ سورياً، ولبناني من طرابلس وسعوديان و٧ تركستانيين واوزبكي وطاجيكي أنفسهم في شاحنات مفخخة، للدخول الى البلدتين اللتين يدافع عنهما ابناؤها فقط (أربعة آلاف مقاتل من اللجان الشعبية) ومنذ أذار العام الماضي، كان الحصار قد اشتد عليها بعد سقوط ادلب. وحصار الفوعة وكفريا سابق على حصار مضايا، خصوصاً أنهما استقبلتا الناجين من المذابح في القرى المجاورة.
المعارضة لا تقول كلمة واحدة عن الاتفاق، لأنها لا تريد ان تحترمه، وللتذكير في ١٨ تشرين الأول عندما توجهت القوافل الى مضايا وسرغايا والزبداني، فقد دخلتها دون عائق، اما القوافل التي حاولت دخول كفريا الفوعة، فقد تم نهبها من قبل حواجز المسلحين، خصوصاً الادوية التي لم يصل منها شيئا الي المحاصرين، لذلك توقفت عمليات الامداد وهذا نقلا عن مصدر في الأمم المتحدة، وأخيراً لأن المرحلة الثالثة من العملية تتضمن اخراج عشرة آلاف مدني من كفريا والفوعة من نساء وذكور فوق الستين وتحت الثامنة عشرة من العمر، وهي خطوة لا تريد ان تنفذها أحرار الشام و لا جيش الفتح و الذي يغطي على ذلك مع المعارضة، متناسية أن المسألة تحل باحترام الاتفاق: أي امداد كفريا الفوعة واخراج المدنيين مقابل مضايا الزبداني سرغايا ناهيك عن خرق جيش الفتح لعشرات المرات الهدنة وقصف كفريا الفوعة رغم أن العمليات القتالية في الزبداني توقفت تماما
أذكر أنه عندما كنا في مؤتمر جنيف واحد، لم يتحدث وفد الائتلاف الّا عن حصار حمص القديمة واستخدمها كورقة ضغط رغم أن الحكومة السورية كانت بصدد إنجاز الاتفاق الذي نص على إخراجهم وفي مؤتمر جنيف اثنين لم يتحدث وفد الائتلاف الّا عن حصار داريا والبراميل التي تقصف عليها واليوم ومع اقتراب موعد جنيف 3 يجري الضغط بالحديث عن حصار مضايا دون الحديث عن حصار كفريا الفوعة
إذا كانت الانسانية لا تتجزأ .. مضايا موجوعة بقدر كفريا والفوعة .. ولرفع المعاناة ليحترم كل الأطراف الاتفاق قبل انتهاء صلاحيته بعد شهرين.