كتبت صحيفة السفير:
“نمر النمر من الاعتقال إلى الاعدام”
بتاريخ 25 آذار 2013، مثّل المعارض السعودي الشيخ نمر النمر للمرة الأولى منذ اعتقاله في شهر تموز من العام 2012، أمام المحكمة الجزائية المخصصة للنظر في “قضايا الإرهاب” في الرياض.
ووجّه ممثل الادعاء العام إلى النمر اتهامات عدة، أبرزها “إثارة الفتن في القطيف”، و”جلب التدخل الخارجي”، و”دعم حالة التمرد في البحرين”. وطلب الادّعاء العام من المحكمة إنزال «حد الحرابة» بالنمر، أي العقوبة القصوى.
قصة «النمر» الذي أخاف السلطات السعودية… فسجنته!
بتاريخ 16 أيلول 2014، قررت المحكمة الجزائية في الرياض، تأجيل إصدار حكم على الشيخ نمر باقر النمر، بعد 800 يوم من الاعتقال و11 جلسة محاكمة، في ما اعتبر محاولة لتجنب مواجهة في الشارع بين الأجهزة الأمنية وأهالي المنطقة الشرقية في السعودية، في ظل حالة الغليان والاحتقان السائدة على خلفية الاعتقالات التي تطال الناشطين المطالبين بالإصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية.
وحددت المحكمة تاريخ 15 تشرين الأول 2014 موعدا للنطق بالحكم.
بتاريخ 15 تشرين الأول 2014، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض حكماً قضى بإعدام الشيخ نمر باقر النمر، وذلك بتهمة «إشعال الفتنة الطائفية» و«الخروج على ولي الامر. ووجهت أيضا إلى النمر المعروف بمواقفه الحادة من الحكومة السعودية وتأييده للاحتجاجات في البحرين وقيادة احتجاجات مشابهة في المنطقة الشرقية، تهم «حمل السلاح في وجه رجال الأمن» و«جلب التدخل الخارجي» و«دعم حالة التمرد في البحرين”.
وقد رفض قضاة “جزائية الرياض” دعوى المدعي العام بإصدار حكم حد الحرابة في الشيخ النمر وحكموا بالقتل تعزيراً. ورأت المحكمة بذلك آن الجرم الذي أدين به النمر لا ينطبق عليه حد الحرابة الذي يوجب القتل والصلب فيما عقوبة التعزير متروكة لتقدير القاضي لخطورة الجريمة.
نمر النمر والظلم اللامذهبي
بتاريخ 16 تشرين الأول من العام نفسه، حذر نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من خطر تأجيج التوتر في العالــم الإسلامي بعد الحكم في السعودية بالإعدام على رجل الدين نمر النمر.
وفي اليوم نفسه، أوقفت السلطات السعودية محمد باقر النمر، شقيق الشيخ النمر بتهمة التغريد على “تويتر” وتصوير محاكمة شقيقه داخل المحكمة في الرياض.
في الرابع والعشرين من الشهر نفسه، تظاهر مئات الأشخاص في شرق السعودية احتجاجاً على صدور حكم الإعدام بحق النمر وسبعة آخرين.
وفي السادس والعشرين من الشهر نفسه، أرسل رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني رسالة إلى الملك السعودي دعاه فيها إلى وقف تنفيذ حكم إعدام الشيخ النمر. وقال رفسنجاني في رسالته: «لا شك في أن وقف تنفيذ هذا الحكم يحبط مؤامرات الذين يعملون على بث الفرقة بين المسلمين، ومن شأنه أن يعزز الوحدة بين الشيعة والسنة في العالم الإسلامي”.
وأشار الرئيس السابق إلى «الظروف الحساسة» التي تمر بها المنطقة والعالم الإسلامي، مؤكداً أن «تعزيز الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية ينقذ المسلمين من هذه الظروف»، لافتاً إلى روح التسامح في الاسلام، حيث قال إن «المسلمين يتوقعون منكم وقف تنفيذ هذا الحكم».
موتٌ معلن في السعودية
في آذار من العام 2015، نفى الناشط السعودي محمد النمر، ما تردد بشأن تأييد محكمة الاستئناف في الرياض لحكم القتل تعزيراً الصادر بحق شقيقه الشيخ نمر النمر. وكانت المحكمة الجزائية المتخصّصة قد أعادت الملف إلى الاستئناف، وهو مسار اعتبره محامي النمر «مسيرة تطول، وهي اقرب إلى التجميد منه إلى التحريك”.
في تشرين الأول من العام 2015، رفضت المحكمة العليا في السعودية طعناً على الحكم الصادر بإعدام الشيخ نمر النمر، المعتقل منذ 8 تموز العام 2012. وقال محمد النمر، شقيق الشيخ النمر، إنَّ الحكم تمّ تأييده بعد جلسة لم يُخطر محاموه أو عائلته بها مسبقاً. وأضاف أنه “لو صادق الملك سلمان على الحكم سيتمّ تنفيذه، ولو لم يصادق سيتم تجميد الحكم (أي يظلّ الحكم قائماً من دون تنفيذ حتى المصادقة)، كما أن لخادم الحرمين العفو عن عقوبة القتل والاكتفاء بالسجن، أو العفو كلياً وإطلاق سراحه”.
هل نحن مواطنون حقاً؟
في نهاية تشرين الثاني من العام 2015، أعربت منظمة العفو الدولية عن القلق بشأن الإعدام الوشيك لأكثر من 50 سجيناً، وفقاً لمعلومات تلقتها من وسائل إعلام قريبة من السلطات السعودية. وقد اعتبر ذلك مؤشرا على احتمال تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ النمر قريبا.
في مطلع كانون الأول الماضي، أكد جعفر النمر، شقيق النمر، أن معنويات الشيخ مرتفعة على الرغم من تقارير تفيد باحتمال تنفيذ الحكم به قريبا. وقال جعفر النمر، اثر زيارة الشيخ في السجن، «هو جيد، جيد جدا، معنوياته مرتفعة»، مضيفا «صحته جيدة جدا، وهو مستعد لكل شيء، حتى الموت”.
وأتت تصريحات جعفر النمر بعد قيامه وعدد من أفراد العائلة، وبينهم والدته، بزيارة الشيخ لمدة ساعة في سجن الحائر قرب الرياض.
في الرابع من الشهر نفسه، احتشد مئات السعوديين في شرق المملكة دعماً للناشطين المعتقلين الذين يواجهون عقوبات إعدام، خوفاً من أن يكون تنفيذها وشيكاً. وللأسبوع الثاني على التوالي، تجمّع عدد كبير من السعوديين تضامناً مع الشيخ نمر النمر ومعتقلين آخرين محكوم عليهم بالإعدام.