إياد خليف
هذه هي سيناريوهات كل عدوان جديد يقدم عليه جيش الاحتلال، فبعد كل عدوان نرى ذعراً داخل أراضي العدو، و بعدها يأتي الرد.
السيد حسن نصرلله و في خطابه الأخير بعد اغتيال عميد الأسرى المحررين سمير القنطار بريف دمشق بتاريخ 20/12/2015 كان قد وجه تهديداً مباشراً الى أمن الصهاينة بأن المقاومة سترد بالطريقة و الزمان و المكان الذي تراه مناسباً.
بعد الخطاب بدأ جيش العدو بالتحضر في شمال فلسطين تحديداً، وذلك لتوقعه بأن الرد سيكون بتدمير بعض من آلياته هناك، كما خرجت وسائل اعلام العدو تتكهن بكيفية الرد ، و أجمعوا في النهاية على عدم القدرة على التكهن بتوقيت الرد أو شكله أو مكانه .
يمكن التأكيد فقط بأن جمهور المقاومة أصبح يلتمس ذعر الكيان و قلقه جيشاً و شعباً بعد كل وعيد من السيد و أصبح أيضا ميقنا بأن الرد آت آت و بنفس قوة الهجوم أو أكثر.
يجدر بالذكر بأن هذا العدوان أو الاغتيال ليس الأول من نوعه ، فقد أقدم الجيش الاسرائيلي في وقت سابق على اغتيال جهاد عماد مغنية و 3 من رفاقه بغارة اسرائيلية على موكب تابع لحزب الله في القنيطرة بتاريخ 18/1/2015 الذي قيل بأنه أيضا كان مسؤول عن تأسيس حركة للمقاومة، كما سمير القنطار في الجولان السوري.
حينها أتى رد حزب الله خلال 10 أيام بهجوم مباغت على رتل تابع للجيش الاسرائيلي حيث أعطب عددا من آلياته و قتل عدداً من أفراد جنوده.
ذلك الرد أتى بنفس حجم الغارة الاسرائيلية، ربما اليوم و كما مضى، لا يريد الحزب تغيير مسار اللعب و لا يريد كسر قواعد الاشتباك.
فمنذ نهاية حرب تموز 2006 لا يوجد تغيير في سياسة الحزب عسكرياً، كل غارة أو اغتيال يرد عليه بما هو مناسب له و لكن باختلاف الطريقة، فعندما اغتيل عماد مغنية في دمشق بعبوة ناسفة بسيارته في العام 2008 وعدنا السيد بالرد، لكن لم يعد بأنه سيكون مباشر أو باغتيال أحد قادة العدو، بل رأيناه بتعاظم قدرة الحزب عسكريا بشكل عام و صاروخياً بشكل خاص و ذلك باعتراف وسائل اعلام العدو عندما ذكرت آخر التقارير الاخبارية بأن حزب الله يستطيع امطار الكيان الصهيوني بعشرة آلاف صاروخ يومياً بأي حرب مقبلة.
الكثير من الخيارات بطريقة الرد أو مكانها متاحة امام الحزب، فسورية هي ساحة قتال يوجد فيها من هم باتصال مباشر مع تل أبيب و يقاتل بالنيابة عنها. أيضا يعلم العدو بأن الحزب متمرس بالقتال انطلاقا من الجنوب اللبناني.
جميعنا يذكر خطاب السيد حين وجه كلامه لمقاتلي الحزب منوهاً لتجهيزهم لدخول الجليل الأعلى في أي حرب مقبلة مع العدو.
لا يوجد في الأجواء ما يدل على تصعيد من قبل حزب الله أو كسر لقواعد الاشتباك و لكن بالمقابل لا يمكن التنبؤ بمفاجآت السيد حسن نصر الله.
في النهاية يمكن القول أن الانتظار يبقى للبيان رقم 2 و نستطيع التأكيد بأنه آتٍ آتٍ بأي شكلٍ من الأشكال